فصل: المبحث الثاني: صدام محتمل من أجل القدس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)



.المبحث الثاني: صدام محتمل من أجل القدس:

يقول اللواء. أ. ح. د. فوزي محمد طايل:
فإذا ما حاولنا التعرف على ما يجرى على الساحة الدولية- إعداداً لصدام محتمل من أجل القدس- نجد أن القوات الأمريكية، تقوم- لمصلحة الصهيونية العالمية- بتأمين البحر المتوسط والبلقان- وتأمين الخليج والبحر الأحمر، فضلاً عن أمرين آخرين هامين:
- غرس ثقافة السلام.
- استعداء العالم على الإسلام.
ونعرض لهذين الأمرين تباعاً:
الأول: ثقافة السلام:
ترتبط أفكار النظام العالمي الجديد بغاية الصهيونية كما ذكرناها من قبل في مؤلفاتنا، وهى تحويل البشر إلى أشباه آدميين، يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام، فلا غيرة عندهم ولا مقدسات... يتعاونون ويتنافسون من أجل لقمة العيش فحسب، ويقبلون بل ويفضلون أن تصلهم دون مجهود. فثقافة السلام تعنى محاولة تبديل سنة الله تعالى كما جاءت في كتاب الله: قال تعالى: {وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ}. [البقرة: 30]، قال تعالى: {ولَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ولَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ}. [سورة البقرة: 251].
ومهما فعلوا، فلن تجد لسنة الله تبديلا، ولن تجد لسنة الله تحويلا، من أجل ذلك يحاولون استبدال الصراع من أجل السيطرة على البيئة، بالصراع التي تحركه العقيدة، لأن ثقافة السلام تعنى فرض الاسترخاء التام بين الناس، ودفعهم إلى التمتع بالمتع الحسية غير المشروعة، وبث شعور عام: أنه لا يوجد ما يستحق أن يضحى الإنسان من أجله بماله أو بنفسه. يعنى باختصار إلغاء (فريضة الجهاد) من خلال القفز فوق سنة التدافع التي جعلها الله تعالى بين البشر، وإلا فسدت الأرض، وهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً.
فثقافة السلام، هي بمثابة دعوة لأن (يسود الفساد الأرض)، وأن يبلغ التسامح بين البشر حد نبذ العقيدة.
لذا ففي ظل ثقافة السلام لا يكون لهدم المسجد الأقصى أي مدلول، ولا يكون للأرض المقدسة حرمة.
الثاني: استعداء العالم على الإسلام:
من خلال خلق عدو خرافي سموه الإرهاب الدولي ويحاولون نسبته للإسلام... والحقيقة أن محرك هذا العدو العالمي الخرافي هو الصهيونية العالمية، والدليل أن أصابع اليهودية وراء كل أعمال العنف والشغب- من مركز التجارة الدولي، حتى اغتيال رابين نفسه.
الهدف الذي يعلنونه عمداً أو دون شعور هو تجفيف منابع الإرهاب (*) على حد تعبيرهم.
وهم يقصدون ضرب جذور الإسلام، دون نظر للتصنيف الغريب الذي صنفوه (تطرف- اعتدال... إلخ)، والدليل هو سقوط هذا التقسيم، وكانت آخر اتهاماتهم للجامعة الإسلامية بإسلام آباد بأنها بؤرة الإرهاب الدولي، فضلا عن الهجوم المتكرر على الأزهر وعلمائه ومناهج التعليم به، قال تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ}. [الصف: 8].
العدل وشهادة الحق، تدفعني إلى القول بأن معالجة هذا الوضع الخطير، تحتاج قدراً كبيراً من الحصافة والحكمة والفطنة، كي نفلت من هذه الحلقة الشيطانية قبل أن تنغلق حولنا تماماً.
إن منابعنا كمسلمين، هي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد جعلهما رب العزة في حفظه إذ قال: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. [(الحجر: 9].
لذا، فلو اجتمعت الإنس والجن على تجفيف منابع عقيدتنا الإسلامية، فلن يستطيعوا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً؟ ولذا فإذا لقينا المجترئين على دين الله قال تعالى: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}. [الأنعام: 91].
فهو سبحانه: {هُوَ الَذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}. [الفتح: 28] وهو سبحانه الذي تكفل بنصر المؤمنين إذ قال جل شأنه: {إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}. [(غافر: 51].
ويفهم الإسرائيليون ثقافة السلام كما يلي:
أ- إحداث تغيير في التوجهات والمفاهيم والقيم.
ب- أو كما: يقول موردخاي جور النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي: إدارة أعمال سياسية قادرة على إيجاد مثل هذه الحلول. وقد ذكرت دراسة بمركز جافى للدراسات الإستراتيجية في 15/12/1989 عن نزع السلاح: إن ثقافة السلام المزعومة لتستهدف عقيدة المسلمين بالدرجة الأولى، فهي صد عن سبيل الله، ومحاولة لنزع شوكة المسلمين وإبعادهم عن أداء فريضة الجهاد، والتي لا تسقط عن هذه الأمة حال ضعفها ولا حال قوتها، فالجهاد ماض إلى يوم القيامة، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو راجعنا كلمات موردخاي جور التي قرأتها حالاً؟ لوجدناها هي نفس الكلمات التي ألقيت للأبواق الموجودة في بلادنا، فرددوها كما هي.
حقيقة الموقف الأمريكي من القدس:
الولايات المتحدة الأمريكية هي مقر الجسم الرئيسي للصهيونية العالمية، منذ بدأت تلكما الحركة.
تغلغل الصهيونية في المجتمع الأمريكي (من مؤسسة الرئاسة وحتى الكنائس، مروراً بالإعلام والاستخبارات والقوات المسلحة وغيرها).
مثال: (التصويت على قرار الكونجرس بخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في أكتوبر 1995، كان بأغلبية 93/ 100 عضو مجلس شيوخ).
وبالبحث وجد أن هؤلاء جميعاً ما بين يهودي، وبين ما يشكل نسبة 100% كل أعضاء مكتبه الاستشاري (السفير د. عمر عامر نائب مساعد وزير الخارجية المصري في ندوة القدس بجامعة الأزهر يوم 12/11/ 1995).
مثال ثان على مدى هيمنة الصهيونية على عقلية المفكر الإستراتيجي الأمريكي: مراكز الدراسات الإستراتيجية بالولايات المتحدة كلها تابعة لمجلس رؤساء المنظمات الصهيونية بأمريكا وأهمها: مركز الدراسات الإستراتيجية للشرق الأدنى.
مثال ثالث: أحد إصدارات معهد بحوث القوات الجوية الأمريكية تحت عنوان: (Respoding to low- Tutensity Conflict Challenges)، وفيه تناول الدكتور Levis Ware موضوع الصراع منخفض المستوى في الشرق الأوسط، في بدايته يحاول أن يبرر لماذا العداء للإسلام؟ تميز الإسلام بنظرة شاملة للكون ولمكان الإنسان فيه، فهو بذلك يشكل تحديا أمام انتشار الثقافة والقيم الغربية.. ثم ينهى بحثه بقوله:
[إن خطورة الإسلام هي خطورة دائمة وممتدة، تهدد إسرائيل والحضارة الغربية.
ويقول: إن العرب هم أداة الشر المطلق الذي يسعى إلى إفساد برنامج الرب لشعبه المختار في أرض الميعاد. هناك حكمة يهودية تقول: إذا أمسكت بالأسد فلا تدعه يفلت منك وإلا التهمك وهذا هو ما نادى به ريتشارد نيسكون في كتابه المشهور انتهزوا هذه اللحظة].
فهلا أبطلنا هذه المقولة، وفوتنا عليهم فرصتهم المتوهمة؟
وواصل الكاتب رحمه الله كلمته: لكن القدس ستكون سبب وحدة المسلمين بإذن الله.
فما من شيء يستنفر إرادة الأمم ويوحد صفها بقدر ما تفعل الأخطار... خاصة إذا اقتربت من أمور تمس العقيدة، والأمة مهددة في مقدساتها، وقيمها، وثرواتها، وأراضيها وأبنائها.. فماذا يبقى منها؟ ومتى يكون الجهاد في سبيل الله إن لم يكن الآن؟ ولقد أجمع الكافة على أنه لا سبيل أمام الأمة سوى الجهاد في سبيل الله، لاستعادة الأرض والمقدسات، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال:
تقاتلكم اليهود، فتسلطون عليهم، فيختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم هذا يهودي ورائي خذه فاقتله، إلا شجر الغرقد فإنه شجر اليهود.
وبعد:
[فهل يعنى هذا أنه لا فائدة؟].
لاشك أن التهديد الموجه إلى الأمة قد بلغ مدى بعيداً، ولا شك أن الأمور إذا سارت هكذا، فإن الوقت ليس في صالحنا، إلا أن يشاء الله أمراً مما لا يدخل في حسابات البشر، ويعطل علاقة السببية، فيكون ما يشبه المعجزة.
ومع إيماننا الكامل بالله تعالى، ورضائنا بقضائه وتوكلنا الذي لا حدود له على قدرته، فإننا مأمورون بالحركة واتخاذ الأسباب، وتغيير ما بأنفسنا، ومحاولة استخراج الفرصة من الخطر الهائل الذي أحدق بأمتنا {فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (5) إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً (6)}. [الشرح: 5، 6].
فهناك جولة قادمة لا محالة.... وهى قريبة، كما أن أمامنا عمل جاد طويل وشاق لنمحو به ما علق بحياتنا من شوائب، ولنخطو أول خطواتنا نحو نهضة شاملة بإذن الله، فأما عن طبيعة الحركة في المدى القريب، فالجولة القادمة مع الصهيونية هي جولة قتال متلاحم أشبه بقتال العصر الأول في الإسلام.
والعدو يدافع عن عقيدة- وإن كانت فاسدة- إلا أنه يؤمن بها إيماناً راسخاً، ويعلم أنه يخوض من أجلها معركة حياة أو موت. والحقيقة أنهم ليسوا على حق، فهم لا يتمنون الموت أبداً قال تعالى: {ولا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}. [الجمعة: 7] وإن كنا مؤمنين حقاً قال تعالى: {إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَذِينَ آمَنُوا إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}. [الحج: 38].
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (41)}. [الحج: 39: 41] إن الجولة القادمة هي جولة لا تجدي معها الصواريخ بعيدة المدى، ولا القنابل النووية، فعما قريب يتراءى الجمعان، وكل منهما يستهدف في حركته نفس البقعة المقدسة، التي عندها يحكم الله بينهما قال تعالى: {ولَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}. [الأنبياء: 105].
أي أن طبيعة الجولة القادمة مع الصهيونية كالآتي:
أ- حرب شاملة عامة على طول الأرض وعرضها.
ب- ليست ككل الحروب التقليدية، ولا يمكن أن تلعب الأسلحة النووية فيها أي دور.
ب- وقد أتصور أن استعادة القدس تحتاج إلى تعبئة عامة للأمة، وعدم التعويل على ما كان يسمى الرأي العام العالمي، ولا المجتمع الدولي، ولا الشرعية الدولية، لماذا؟ لأن كل هذه العناصر صهيونية بأكثر من اليهود، ولا سبيل إلا بانتفاضة إسلامية تشمل الأرض كلها، تتحول إلى ثورة بكل مفهوم هذه الكلمة... ثورة تغير النظام العالمي الجديد أسسه، وأفكاره، ومبادئه، ومؤسساته، ورموزه، من خلال الجهاد في سبيل الله.. وهو أمر يتحسب له التحالف الصهيوني الصليبي المعادى، ويعمل على إقامة تحالف دولي جديد من أجل خوضه.
لكن حذاري من أن يتمكن أعداؤنا من اختراق صفوفنا، كما نجحوا من قبل كثيراً على طول تاريخنا الإسلامي.
وأما عن طبيعة الحركة في المدى المتوسط والطويل، فهي تحرك لاستعادة القيم الإسلامية وإعادة بناء الإنسان المسلم على أساسها.
فهو عمل ثقافي تربوي في المقام الأول، يتم من خلاله تربية الأجيال القادمة على قيم الإسلام على حب الجهاد في سبيل الله، على طلب العلم والإقبال الجاد على العمل وإتقانه، على الاعتصام بحبل الله، ونبذ الفرقة، والاهتمام بعظائم الأمور، وعدم الانشغال بتوافهها، وألا نتولى إلا الله ورسوله والذين آمنوا.
د- إن جوهر الأمن في أمتنا هو الإيمان والجهاد في سبيل الله.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ويُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ومَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ (12) وأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وفَتْحٌ قَرِيبٌ وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ (13)}. [الصف: 10: 13].
والنصر بإذن الله سيكون في الدنيا والآخرة للصادقين مع الله تعالى، قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُواً فِي الأَرْضِ ولا فَسَاداً والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. [القصص: 83].
إن الأمة في حاجة لمن يوقظها ويكون لها قدوة وأسوة حسنة.
وليس هناك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نبي.
فمن أجدر من العلماء وهم ورثة الأنبياء للقيام بهذا الدور؟
وعلماؤنا يحتاجون إلى أن تكون لهم مصداقية، وهذه تأتى بأن يطوع كل منهم نفسه ويقصرها على الحق قصراً.
على كل عالم في هذه الأمة أن يكون إسلاماً يمشى على قدمين، يضرب المثل في إيمانه واعتصامه بحبل الله، لا يأمر بالمعروف إلا ويكون قد أمر نفسه به أولا والتزم به.. أن يكون مثالاً في التضحية والإيثار... أن يتقدم الصف حتى يتبعه الناس.
ولن يصلح حال الأمة في عاجل أمرها واجله إلا بهذا، قال تعالى: {إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وفَسَادٌ كَبِيرٌ}. [الأنفال: 73]، وقال تعالى: {إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعُونَ (55) ومَن يَتَوَلَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ والَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً ولَعِباً مِّنَ الَذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ والْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ واتَّقُوا اللَّهَ إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)}. [. [المائدة: 55: 57].